ما هو حكم الاحتفال بشم النسيم في الشريعة الاسلامية؟ (حقائق و أسرار)
يُعد الاحتفال بعيد الربيع بمثابة تُراثًا معروفاً عند من الفراعنة والبابليين والآشوريين، وبالاضافة الى الرومان والجرمان، وبالرغم من اختلاف مسمياته باختلاف الحضاراة، إلا أنه يندج تحت الاحتفال بعيد الربيع، فهو عند الفراعنة عيد شم النسيم، وعند البابليين والآشوريين عيد ذبح الخروف، وعند اليهود عيد الفِصح، وعند الرومان عيد القمر، وعند الجرمان عيد”إستر”، وأخذ احتفال اليهود به معنى دينيًّا هو شكر الله على نجاتهم من فرعون وقومه. وأطلقوا عليه اسم ” عيد بساح” الذي نُقل إلى العربية باسم”عيد الفصح”وهو الخروج.
حكم الاحتفال بشم النسيم
وبخصوص حكم الاحتفال بشم النسيم، فالأقباط كانوا قبل اعتناق الديانة المسحية يحتفلون بعيد الربيع “شم النسيم” كجزء من العادات والتقاليد المصرية القديمة، أما بعد اعتناقهم للدين المسيحي، فقد حاولوا تعديل مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم، وصبْغها بصبغة تتفق مع دينهم، فاعتبروا هذا اليوم يومًا مباركًا بدأت فيه الخَليقة، وبشر فيه جبريل مريم العذراء بحملها للمسيح، وهو اليوم الذي تقوم فيه القيامة ويُحشر الخلق، فاحتفل أقباط مصر بشم النسيم قوميًّا باعتباره عيد الربيع، ودينيًّا باعتباره عيد البشارة، وجمعوا فيه بين التقاليد الفرعونية والتقاليد الدينية، وتبدأ الاحتفالات بعد الصوم الكبير التي تبلغ عِدَّته 55 يومًا، وجعلوا هذا العيد عيدين، أحدهما عيد البشارة يُحتفل به دينيا، والثاني عيد الربيع ونقلوه إلى ما بعد عيد القيامة، من هذا نرى أن شم النسيم بعد أن كان عيدًا فرعونيا قوميا مرتبط بالزراعة جاءته مسحة دينية، واصبح مرتبطًا بالصوم الكبير وبعيد الفصح أو القيامة، والذي يرمز إلى قيام المسيح من قبره حسب اعتقادهم المناقض للقرآن الكريم، وإجماع المسلمين المنعقد على عدم قتل المسيح وعدم صلبه، وأنه رفع إلى السماء كما يقول الله جل وعلا في محكم كتابه:
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء:157)
حُكم احتفال المسلمين بعد شم النسيم
واستنادًا الى ما سبق، فإن عيد شم النسيم كان قوميا ثم اصبح دينيًا، فنحن كمسلمينن فإن الدين الإسلامي يريد من المسلم أن يكون في على وعي صحيح في تصرفاته وبُعد نظر، فلا يندفع مع التيار فيتجه حيث يتجه ويميل حيث يميل، وعدم التقليد الأعمى، وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التقليد الذي من هذا النوع فقال:
” لتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه” رواه البخاري ومسلم.
وعلى أية حال فلا يجوز للمسلم مشاركة النصارى وغيرهم في الاحتفال بشم النسيم وغيره من الأعياد، كما لا يجوز تلوين البيض في أعيادهم، ولا التهنئة بأعيادهم، وإظهار السرور بها، وقدقال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة:2).