التسوية السلمية للقضية الفلسطينية
شهد مقر الأمم المتحدة في نيويورك انعقاد مؤتمر “التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين”، برعاية المملكة العربية السعودية وفرنسا على مدى يومين. هدف المؤتمر إلى وضع خارطة طريق فعلية لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل، ضمن جدول زمني محدد، مع مراعاة الحقوق الوطنية الفلسطينية. كما نجح المؤتمر في تعزيز الدعم الأوروبي والعالمي من خلال دعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
حل الدولتين
في هذا السياق، يشير الدكتور سعيد شاهين، أستاذ الإعلام بجامعة الخليل، إلى أن السعودية لطالما أظهرت دعمها الثابت للقضية الفلسطينية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية منذ عهد الملك المؤسس. اتخذ هذا الدعم شكل مواقف رسمية، رعاية للاجئين، وعلاقات مع الشعوب الإسلامية لغرض حشد الدعم لفلسطين.
ويضيف شاهين في حديثه أن هذا الدعم استمر في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، حيث كانت مواقفه الحاسمة واضحة منذ نهاية الثلاثينيات. تمثل ذلك في تمثيل السعوديين في مؤتمر لندن عام 1939 ورفض خطة التقسيم بقوة، ثم الدعوة إلى مؤتمر الرباط الإسلامي عام 1969 بعد حريق المسجد الأقصى، والذي مهد لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي.
في عام 2002، طرحت المملكة مبادرة السلام العربية، التي اقترحت إقامة سلام شامل مع إسرائيل في مقابل انسحاب كامل من الأراضي المحتلة عام 1967، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس الشرقية عاصمتها، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها عند تنفيذ هذه المطالب.
وأيضًا، أكد الدكتور شاهين أن السعودية تعتبر واحدة من أبرز الدول المانحة لفلسطين، حيث تجاوز إجمالي الدعم 5.3 مليار دولار مخصصة لمشاريع تنموية وإنسانية تشمل الصحة والتعليم والإعمار والإغاثة. كما أطلقت المملكة حملات تبرع شعبية كبيرة، مثل حملة “ساهم” التي حققت أكثر من نصف مليار ريال سعودي لتقديم مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة.
في ظل استمرار الأزمة في غزة وتزايد الضغوط الدولية، تظل السعودية في مقدمة الدول التي تدعو إلى إنهاء الحرب. تدعو المملكة إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية، مع تقديم حل سياسي شامل، وترفض أي تطبيع دون ضمان إقامة دولة فلسطينية. يؤكد شاهين أن هذا الدعم السعودي يعد استراتيجيًا وطويل الأمد.
ويختتم حديثه بالإشارة إلى أن مؤتمر حل الدولتين يمثل تجسيدًا حقيقيًا لسياسة السعودية في دعم القضية الفلسطينية. تواصل المملكة العمل على تعزيز الجهود الدبلوماسية لإحياء حل الدولتين، إلى جانب تقديم الدعم للإنسان الفلسطيني على الأرض، ودعوة المجتمع الدولي نحو تحقيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة تحقق الأمل والأمان للشعب الفلسطيني.
تعليقات