في أسوأ جلسة منذ الجائحة .. سوق الأسهم السعودية تخسر نصف تريليون ريال و340 مليار تتلاشى من قيمة أرامكو
تعرضت سوق الأسهم السعودية اليوم الأحد الموافق 6 أبريل 2025 لخسائر فادحة تجاوزت 500 مليار ريال، في جلسة تعد من بين الأسوأ في تاريخها الحديث، وجاء هذا الهبوط الحاد نتيجة لتصاعد التوترات التجارية عالميًا وتراجع أسعار النفط، وتصدرت شركة أرامكو السعودية قائمة الخاسرين بفقدانها أكثر من 340 مليار ريال من قيمتها السوقية، مما شكل الجزء الأكبر من التراجعات التي شهدتها السوق وسط ضغوط بيعية مكثفة منذ بدء التعاملات.
ووفقًا للتقرير اليومي، عمّق مؤشر الأسهم السعودية خسائره بإغلاقه منخفضًا 805.46 نقطة عند مستوى 11077.19، وشهدت السوق تداولات بقيمة 8.4 مليار ريال وبحجم 450 مليون سهم، وعكست حركة الأسهم الأداء السلبي العام، حيث تراجعت أسهم 252 شركة مقابل ارتفاع سهم شركة واحدة فقط، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية.
وعلي صعيد أداء الشركات تصدر سهم نماء للكيماويات قائمة الأسهم المرتفعة، بينما كانت “أسهم كيمانول”، ‘أسمنت الرياض’، ‘وفرة’، ‘الأسماك’، و’الشرقية للتنمية’ هي الأكثر تراجعًا، وقد تراوحت نسب التغير في أسعار هذه الأسهم بين ارتفاع بنسبة 0.50% وانخفاض بنسبة 10.00%، أما من حيث حجم التداول (الكمية)، فقد كانت أسهم ‘الباحة’، ‘أرامكو السعودية’، ‘أمريكانا’، ‘شمس’، و’الإنماء’ هي الأنشط، وفيما يتعلق بقيمة التداولات، كانت أسهم ‘الراجحي’، ‘أرامكو السعودية’، ‘إس تي سي’، ‘الإنماء’، و’الأهلي’ هي الأكثر نشاطًا.
هذا وقد أغلق مؤشر السوق الموازية ‘نمو’ على انخفاض حاد بلغ 1,992.71 نقطة، مستقرًا عند 28648.22 نقطة، وسط تداولات بقيمة 69 مليون ريال وبحجم 5 ملايين سهم، ويأتي هذا التراجع في ظل موجة هبوط أوسع نطاقًا، حيث سجلت 34 شركة في السوقين الرئيس والموازي أدنى مستوياتها تاريخيًا منتصف اليوم.
وعزت التقارير هذا الهبوط للتوترات العالمية التي فجرها إعلان الرئيس الأمريكي السابق ترامب عن تعريفات جمركية جديدة، وما نتج عنه من تصعيد تجاري أحدث ذعرًا عالميًا، وقد انعكس هذا الذعر في هبوط مؤشر ‘تاسي’ بنسبة 6.1% في بداية الجلسة، وهو أكبر تراجع له منذ مايو 2020، ليواكب بذلك انهيار الأسواق العالمية.
ولم تقتصر التأثيرات السلبية على السوق السعودية، بل امتدت لتشمل أسواق الخليج الأخرى، فقد شهد مؤشر بورصة الكويت الأول انخفاضًا بنسبة 5.7% في أداء يومي هو من الأسوأ له هذا العام، وهبط المؤشر العام لبورصة قطر بنسبة 4.25%، وسجلت بورصة مسقط تراجعًا بنسبة 2.6%، وأغلقت بورصة البحرين منخفضة بنسبة 1%، وتعكس هذه الخسائر المنتشرة إقليميًا حالة القلق البالغ في الأوساط المالية، التي تترقب بحذر نتائج التصعيد التجاري وتخشى من موجة تقلبات عنيفة قد تضرب الأسواق قريبًا.