أمريكا تقرر التخلي عن لبنان: مستجدات وتداعيات جديدة

مشكلة سلاح حزب الله وتأثيرها على لبنان

يخطئ المبعوث الأمريكي إلى لبنان، توم باراك، إذا اعتقد أن مسألة سلاح حزب الله هي مشكلة داخلية لبنانية يمكن حلها من دون تدخل خارجي. فقد عجز اللبنانيون عن مواجهة هذه القضية منذ تأسيس الحزب، ولم تُحل أي أزمة في لبنان من قبل دون دعم خارجي. إن مشكلة سلاح حزب الله لم تنشأ من الداخل، ولن تُحل في الإطار الداخلي فقط. ومع أن الحرب الأخيرة قد أوقفت تدفق السلاح إليه، إلا أن نزع ما تبقى من سلاحه يتطلب ضغوطاً دولية قوية تجبر الحزب على التعامل مع التحوّلات الإقليمية والضرورة الملحة للتكيف، عبر اتخاذ العمل السياسي كسبيل وحيد للمشاركة في بناء مستقبل لبنان.

قضية سلاح حزب الله وتأثيرها الإقليمي

إن حجة الاحتفاظ بالسلاح حتى الانسحاب الإسرائيلي هي ادعاء لم يعد يصدقه اللبنانيون أو المجتمع الدولي. وسلاح حزب الله، بعد حرب 2006، التفت على اللبنانيين وأصبح يهددهم دون تمييز عن الإسرائيليين. المشكلة الجوهرية تكمن في تبعية الحزب لمشروع خارجي وخضوعه لإرادة حكومات أجنبية، مما يعكس عدم تمثيله لمصالح لبنان الحقيقية ولا كونه مشروعاً داخلياً.

اليوم، يمر الحزب بأقسى حالات الانكسار، حيث فقد العديد من قياداته وتعرض لعدة ضربات قاصمة. صحيح أنه فقد القدرة على تهديد إسرائيل بشكل فعّال، إلا أنه لا يزال يظهر قدرته على استعراض قوته أمام اللبنانيين. لذا، من الضروري نزع سلاحه ليصبح لاعباً سياسياً يتمتع بالنزاهة، وقائمًا على قوة شعبية حقيقية من خلال الانتخابات.

إن تقاعس المجتمع الدولي عن دعم لبنان في هذه الفترة الحساسة يمنح حزب الله فرصة لاستعادة أنفاسه وإعادة بناء قوته، التي تظل على الرغم من الضغوط تفوق الحالة التنافسية للدولة والقوى السياسية الأخرى. ببساطة، لا يتوقع أن يسلم حزب الله سلاحه طواعية، بل سيكتفي بالمراوغة لتمديد الوقت. من الضروري أن يساعد المجتمع الدولي لبنان في السعي نحو السلام الذي يستحقه.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *