مع الانتقال الفصلي الجاري من الربيع إلى الصيف بتسجيل موجات حرارة شديدة هذا الأسبوع، كشفت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن معطيات وبيانات هامة تفيد بأن “درجات الحرارة التي سجلت في فصل ربيع العام 2025 كانت قريبة من المعتادة في هذا الفصل”.

وذكرت المديرية في معطيات رسمية حديثة نشرتها على صفحتها في شبكة التواصل المهنية “لينكدإن” تحت عنوان “الحصيلة المناخية لـ’ربيع 2025′”، أنه “بمتوسط درجة الحرارة الوطنية شهد اختلالا بزائد 0.2 درجة مئوية، اتسم ربيع عام 2025 بدرجات حرارة قريبة من المعدل الطبيعي للفترة 1991–2020 على كامل البلاد تقريبا”، مضيفة: “سُجلت أعلى معدلات الشذوذ/الاختلال الحراري في الشمال الشرقي للمملكة بقِيَم تتراوح بين 1 و1,5 درجة مئوية”.

وكان “متوسط درجات الحرارة في كل شهر قريبا من المعدل الطبيعي/المعتاد”، حسب المديرية التابعة لوزارة التجهيز والماء، راصدة “وجود اختلافات طفيفة”، عدّدتها في “ناقص 0.7 درجة مئوية في شهر مارس”، ثم “زائد 0.7 درجة مئوية في شهر أبريل”، و”زائد 0.6 درجة مئوية في ماي”، من هذه السنة.

وبشأن “الظواهر المناخية أو ظواهر الطقس المتطرفة”، أكدت مصالح الأرصاد الجوية (Maroc Météo) أنه “على الرغم من أن متوسط درجات الحرارة الشهرية حقق معدلات قريبة من المعدل الطبيعي، إلا أنه تم تسجيل درجة حرارة قصوى قياسية بلغت 36,5 درجة مئوية في يوم 31 ماي 2025 في طنجة بعد موجة من الطقس الحار كانت قد مسّت أنحاء المغرب”.

أما فيما يتعلق بالتساقطات المطرية، فأكد المصدر الرسمي لبيانات الطقس في المغرب أنه “تم تسجيل رقم قياسي يومي بلغ 65,2 مليمترا في سلا بتاريخ 11 مارس الماضي”.

وفي الشق المتعلق بالتساقطات المطرية خلال الفصل ذاته، أكدت المعطيات التركيبية والبيانية أن “جميع أنحاء المغرب، وبتبايُن نسبي قدره 0,3 في المائة على المستوى الوطني، عرفت مستويات الأمطار قريبة من المعدل الطبيعي للتساقطات الموسمية في فصل الربيع”، وفق مديرية الأرصاد الجوية المغربية التي زادت مستدركة: “لكن ذلك يخفي تفاوتات كبيرة”.

وفي التفاصيل، شرحت أن “الشمال الغربي للمغرب والمناطق الجنوبية الشرقية من جبال الأطلس الكبير عرفت تسجيل فائض في التساقطات المطرية يصل إلى ضِعف المعدل الطبيعي في بعض الأماكن والمناطق؛ “في حين سجلت بعض المناطق في الأقاليم الجنوبية للمملكة عجزًا تجاوز 80%، ولم تهطل الأمطار تقريبًا في مدينة السمارة”.

وبالأرقام القياسية سجلت “المجاميع القصوى لتراكم التساقطات المطرية” في طنجة بـ492 مليمترًا، تلتْها شفشاون بـ435 ملم، التي حلت قبل إفران التي سجلت تراكما للأمطار بـ414 ملم، خلال ربيع السنة الجارية.
جدير بالذكر أن نشر هذه الحصيلة المناخية لربيع 2025 جاء في ظل ما يشهده المغرب منذ مطلع الأسبوع الجاري من موجة حر غير معتادة شملت عدداً من المناطق الداخلية والجنوبية، حيث سجلت درجات حرارة تجاوزت المعدلات المناخية المعتادة خلال هذه الفترة من السنة، وذلك بفارق يتراوح ما بين 5 و12 درجة مئوية، وفق ما أفاد به الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية.

ومع “امتداد المنخفض الحراري الصحراوي نحو شمال البلاد، ما تسبب في تدفق كتل هوائية حارة وجافة”، بلغت هذه الموجة ذروتها أمس الأربعاء، خاصة في الجنوب الشرقي والأقاليم الجنوبية وعدد من المناطق الداخلية، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في مدن مثل السمارة وسيدي سليمان وتيط مليل وبنجرير وبني ملال ومراكش.