يعيد مراقبو سوق النفط تقييم علاوة المخاطر العالمية لسعر الخام، في ظل احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في قصف إيران.
تسعر عقود خام "برنت" الآجلة حاليا علاوة جيوسياسية تقدر بنحو 8 دولارات للبرميل منذ أن بدأت إسرائيل وإيران بشن هجمات متبادلة الأسبوع الماضي، بحسب استطلاع لـ"بلومبرج" شمل محللين ومتداولين، وقال المشاركون التسعة إن أي تدخل أمريكي في النزاع من شأنه أن يزيد هذه العلاوة بشكل أكبر، لكن مقدار الزيادة سيعتمد على طبيعة التدخل.
تدخل أمريكي محتمل في حرب إسرائيل وإيران
يستعد كبار المسؤولين في الولايات المتحدة لاحتمال توجيه ضربة لإيران في الأيام المقبلة، وأشار بعضهم إلى خطط محتملة لتنفيذ ضربة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنا منذ أيام عن إمكانية الانضمام إلى الهجمات، وهي خطوة من شأنها أن تصعّد النزاع في منطقة تُنتج نحو ثلث النفط في العالم.
يركّز المتداولون اهتمامهم على التطورات في مضيق هرمز الحيوي، الذي تمر عبره خُمس شحنات النفط الخام في العالم، بالإضافة إلى بنية النفط التحتية الحيوية في إيران، والتي لا تزال جميعها تعمل بشكل طبيعي حتى الآن، وأظهرت بيانات صدرت يوم الأربعاء أن إيران زادت صادراتها فعليا منذ بدء الهجمات.
"شل" استعدت بخطط طوارئ
غير أن أي تصعيد إضافي قد يغير هذا الوضع، حذر الرئيس التنفيذي لشركة "شل" (Shell)، وائل صوان، من أن الإغلاق المحتمل للممر الحيوي في الخليج العربي قد يُحدث صدمة كبيرة، مشيراً إلى أن شركة النفط الكبرى وضعت خطط طوارئ لمثل هذا السيناريو.
قال أماربريت سينغ، المحلل في "باركليز": "نعتقد أن أسوأ السيناريوهات لم يُسعر بالكامل بعد… في حال حدوث تصعيد واسع النطاق، نتوقع أن تتجاوز الأسعار 100 دولار للبرميل".
قفزة في عقود خيارات النفط
تظهر أسواق الخيارات كيف بدأ المتداولون يأخذون هذا الخطر في الحسبان خلال الأيام الماضية. إذ أصبحت خيارات الشراء تتداول بأعلى علاوات مقابل خيارات البيع منذ 2013 على الأقل، متجاوزة القفزة التي شهدتها في عام 2022 عندما سادت مخاوف حول تعطل الإنتاج في روسيا، إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، جراء الحرب في أوكرانيا.
كما قفزت أحجام تداول العقود الآجلة والخيارات إلى مستوى قياسي، في ظل مساعي المستثمرين للتحوّط من مخاطر ارتفاع الأسعار بشكل أكبر. وتُظهر بيانات المراكز الاستثمارية الإجمالية ارتفاعاً مستمراً في عقود الخيارات ذات أسعار التنفيذ التي تتجاوز 90 دولاراً للبرميل منذ بداية الأسبوع الماضي.
مع ذلك، ظهرت أيضاً بعض الزيادة في عقود خيارات البيع ضمن نطاق 60 دولاراً، مع تحوّط بعض المتداولين ضد احتمال تلاشي موجة الارتفاع، في ظل عدم حدوث أي تعطل فعلي للإمدادات حتى الآن.
قال هاري تشيلينغيريان، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة "أونيكس كابيتال": "يمكن للمرء بسهولة اتخاذ مركز استثماري يُراهن على قفزة في الأسعار في حال التدخل الأمريكي من خلال خيارات الشراء خارج نطاق الربحية".
المخزونات الفائضة قد تخفف صعود النفط
أشار تشيلينجيريان إلى أن المتداولين يمكنهم فعل العكس أيضاً إذا كانوا يعتقدون أن الارتفاع في الأسعار سيكون قصير الأجل، وذلك من خلال بيع خيارات الشراء وشراء خيارات البيع، مشيراً إلى أن هذا الخيار ينطوي على مخاطر أعلى نظراً لعدم اليقين بشأن الاتجاه الذي قد تتخذه الأسعار.
قال بنك "جولدمان ساكس"، اليوم الخميس، إن علاوة المخاطر المسعرة في السوق حالياً تقدر بـ10 دولارات للبرميل، مشيراً إلى أن الطاقة الفائضة العالمية المرتفعة قد تُسهم في تخفيف أي قفزة في الأسعار.
كتب محللو البنك، وبينهم دان سترويڤن: "يشير الهيكل الزمني للتقلبات الضمنية، والميل نحو خيارات الشراء، إلى أن أسواق النفط تعتقد أن الأسعار تتوقع ارتفاع الأسعار بحدة خلال الأشهر المقبلة، لكن لا ترجح تغيرات كبيرة على المدى الطويل".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق