في مؤشر دولي جديد على ثقة المؤسسات المصرفية العالمية في السياسات النقدية المصرية، تسلَّم حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري، جائزة "محافظ العام 2025" من اتحاد المصارف العربية، خلال القمة المصرفية العربية الدولية المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة كبار مسؤولي البنوك والمؤسسات المالية من الدول العربية والأوروبية، وبرعاية رسمية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

الجائزة في سياق عالمي متقلب

يأتي هذا التكريم في ظل تحديات اقتصادية كبرى يشهدها العالم، بدءًا من تبعات الركود التضخمي، مرورًا بالأزمات الجيوسياسية، ووصولًا إلى مخاطر نقص السيولة في الأسواق الناشئة، ما يجعل الجائزة بمثابة إقرار دولي بأداء البنك المركزي المصري في إدارة الملفات النقدية والمالية بكفاءة.

وقد اعتبر خبراء مصرفيون أن هذا التتويج هو اعتراف دولي بدور مصر في:

تحقيق التوازن بين استقرار العملة والسيطرة على التضخم.

إعادة هيكلة آليات الاقتراض الحكومي دون الإخلال بالاستقرار المالي.

ضبط القطاع المصرفي وزيادة مستويات الشفافية والانضباط الرقابي.

قيادة التحول نحو الشمول المالي والتحول الرقمي في الجهاز المصرفي.

حسن عبدالله.. محافظ من طراز إصلاحي

منذ توليه منصب محافظ البنك المركزي، اعتمد حسن عبدالله استراتيجية تقوم على:

تحرير سعر الصرف بشكل مرن ومدروس.

إطلاق سياسات نقدية انكماشية مؤقتة لكبح التضخم.

دعم قطاعات الإنتاج والتصدير من خلال مبادرات تمويل موجهة.

تعزيز احتياطي النقد الأجنبي رغم تقلبات الأسواق العالمية.

وقد تمكن البنك المركزي تحت قيادته من الحفاظ على استقرار الجنيه نسبيًا رغم موجات الضغط التي ضربت العملات في الأسواق الناشئة، وساهم في تحسين نظرة مؤسسات التصنيف الائتماني للاقتصاد المصري.

رسالة إلى المستثمرين وصندوق النقد

يرى مراقبون أن منح الجائزة يأتي أيضًا في سياق توجيه رسائل طمأنة إلى الشركاء الدوليين، بمن فيهم المستثمرون وصندوق النقد الدولي، بأن الاقتصاد المصري في مسار إصلاحي مستدام تقوده مؤسسة نقدية مستقلة وفعالة.

ويُتوقع أن يعزز هذا التكريم من موقع مصر التفاوضي في برامج التمويل الدولية، ويزيد من جاذبية السوق المصرية أمام استثمارات المؤسسات المالية العالمية، خاصة مع توجه الدولة نحو خفض معدلات الدين العام وتحسين بيئة الأعمال.