شددت أسطورة ألعاب القوى المغربية نوال المتوكل على أهمية كأس إفريقيا للسيدات لكرة القدم بالنسبة لبلدها، ولنساء إفريقيا، ولها شخصيا. ويستضيف المغرب كأس إفريقيا للأمم للسيدات خلال الفترة بين 5 و26 يوليوز المقبل، وعلقت المتوكل على الحدث الفريد الذي تنتظره بلادها بالقول: “إنه شعور بالفخر الكبير أن أرى نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات تقام في بلدي المغرب”. وأوضحت المتوكل في مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف): “إنها رسالة قوية تعكس التقدم والانخراط في دعم الرياضة عمومًا، والرياضة النسائية بشكل خاص، كما تظهر أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو مزيد من المساواة والإنصاف، تحت قيادة الملك محمد السادس”. غيرت المتوكل يوم 8 غشت 1984، بمدينة لوس أنجليس، مجرى التاريخ، بعدما أصبحت أول امرأة إفريقية وعربية ومسلمة تحصد ميدالية ذهبية أولمبية، بتسجيلها 54 ثانية و61 جزءًا من الثانية (وكان رقمًا أولمبيًا آنذاك)، وذلك في أول نسخة أولمبية لسباق 400 متر حواجز للسيدات. وأصبحت البطلة الأولمبية السابقة بعد مرور أربعين عامًا من أبرز الشخصيات المؤثرة في الرياضة العالمية، وزيرة، سفيرة ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ولم تتوقف يومًا عن الدفاع عن الرياضة النسائية، بالشغف نفسه الذي قادها إلى المجد الأولمبي. وأوضحت المتوكل: “لقد أعطتني الرياضة الكثير… الانضباط والصرامة والعزيمة والشغف، والأهم من ذلك القناعة بأن للنساء مكانتهن الكاملة في الرياضة على كل المستويات. كنت مؤمنة دائمًا بأن الإرادة تُكسر بها الحواجز”، وأضافت: “كان نهائي سباق 400 متر حواجز في أولمبياد 1984 نقطة تحول حاسمة في حياتي، لقد وضعني هذا الفوز التاريخي على الساحة الدولية، لكنه قبل كل شيء منح الأمل والأحلام لآلاف الفتيات والنساء في المغرب، وفي إفريقيا، والعالم العربي. أصبح هذا الانتصار أكثر من مجرد ميدالية، بل رسالة قوية”. وزادت المتحدثة: “لقد أدركت مبكرًا أن مسيرتي غير التقليدية قد تلهم الآخرين. لقد حملت هذه المسؤولية بفخر، وبروح عالية من الالتزام، ولكن أيضًا بتواضع ووعي كامل”. وتابعت الأسطورة المغربية: “لقد كانت المرة الأولى التي يفوز فيها بلدنا بميدالية ذهبية أولمبية، وحققتها امرأة. شعرت حينها بموجة من الحب والفخر والإعجاب من طرف المغاربة. لقد ترك هذا الحدث أثرًا في جيل بأكمله”، وأردفت: “شكلت الرياضة شخصيتي، وأثرت في كثيرا، وقررت أن أضع تجربتي في خدمة الآخرين، والدفاع عن القضايا النبيلة، والترويج لقيم ومثل الرياضة في جميع أنحاء العالم. سرعان ما فهمت أن القوة السحرية للرياضة غير محدودة، لأنها لغة عالمية، وأداة للتحرر، والدبلوماسية، والتنمية”. وعن طموحها في كأس إفريقيا للسيدات أوردت المتوكل: “أتمنى مثل كل المغاربة أن تكون بطولة عالية المستوى، تنافسية ومثيرة؛ وأتمنى كذلك أن تسهم في تغيير العقليات، وتعزيز مكانة المرأة في الرياضة، وإلهام الأجيال القادمة”، وتابعت: “أعتقد أن اختيار المغرب لاحتضان هذه البطولة قرار حكيم، فمنتخبنا النسائي أثبت في السابق أنه قادر ويملك الموهبة، ولا شك أنه سيرفع التحدي وسيظهر أنهن أيضًا حاملات لرسالة المساواة وتكافؤ الفرص”. واسترسلت المتحدثة: “بكل تأكيد سأكون حاضرة في المدرجات بين الآلاف من الجماهير، لتشجيع منتخبنا الذي سيحتاج إلى دعم الجميع حتى يتأهل إلى الأدوار القادمة. وأود أن أُضيف أنني في صغري مارست كرة القدم قبل ألعاب القوى، لأؤكد لكم أن كرة القدم تحتل مكانة خاصة في قلبي”، وواصلت حديثها قائلة: “أحلم بأن تكون هذه البطولة مصدر إلهام وطموح لكل الفتيات اللواتي يعشقن الرياضة. كرة القدم النسائية أمامها مستقبل مشرق، بفضل جهود الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تحت رئاسة فوزي لقجع، الذي أظهر، منذ توليه المسؤولية، إدارة نموذجية ورؤية إستراتيجية وحوكمة رشيدة. النتائج على أرض الواقع تُثبت ذلك، ومنها الإنجاز التاريخي في مونديال 2022 بقطر”. وأكدت المتوكل أن الجمهور المغربي ينتظر من لاعبات المغرب الروح الكفاحية والاعتزاز بقميص المنتخب الوطني، ولم لا تحقيق مسار تاريخي، “لكن بعيدا عن النتائج فالأهم هو تمثيل المغرب بشرف، وكتابة صفحة جديدة من تاريخنا الرياضي”، وختمت بالقول: “شعار البطولة ‘فائزات بالفطرة’ يكرم نساء يحملن منذ طفولتهن عزيمة استثنائية ليصبحن شخصيات ملهمة، قادرات على تخطي الحدود؛ من خلاله يتم تكريم جيل كامل من الرياضيات الإفريقيات، نماذج يحتذى بها للأجيال المقبلة”.