في خطوة تعكس تصاعد أهمية البُعد الاستراتيجي في العلاقات الاقتصادية بين سيول وواشنطن، أعلن وزير التجارة الكوري الجنوبي "يو هان-كو" اليوم الأحد، أن بلاده ستعتمد نهجًا "براجماتيًا ومبنيًا على المصالح الوطنية" في المفاوضات التجارية المرتقبة مع الولايات المتحدة، وذلك أثناء توجهه إلى العاصمة الأمريكية للمشاركة في جولة مفاوضات حول الرسوم الجمركية والسياسات التجارية الثنائية.

تعاون استراتيجي وسط تحديات التجارة العالمية

وأوضح "يو هان-كو" في تصريحاته الرسمية أن بلاده لا تسعى إلى المواجهة، بل إلى تعزيز شراكة قائمة على المنفعة المتبادلة، مؤكداً أن كوريا الجنوبية تسعى لضمان بيئة تجارية عادلة ومتوازنة تحمي مصالح الصناعات الوطنية الحيوية، وفي مقدمتها قطاع التكنولوجيا والسيارات والرقائق الإلكترونية.

وتأتي هذه الجولة في وقت تواجه فيه العلاقات التجارية العالمية ضغوطًا متزايدة في ظل تصاعد الحمائية الاقتصادية في الولايات المتحدة، وتوترات جيوسياسية تشمل الصين وروسيا، ما يدفع سيول إلى إعادة ترتيب أولوياتها التجارية بما يضمن أمنها الاقتصادي على المدى الطويل.

موقف كوري مرن ولكن حازم

وأكد الوزير أن كوريا الجنوبية مستعدة لتقديم تنازلات مدروسة "طالما أنها لا تمس جوهر مصالحها الاستراتيجية"، مشيرًا إلى أن العلاقات مع واشنطن ستظل محورًا أساسيًا في السياسة التجارية الكورية، ولكن ليس على حساب الصناعات المحلية أو فرص التصدير.

شراكة تجارية راسخة ولكن قابلة للتحديث

وتعتبر الولايات المتحدة أحد أهم الشركاء التجاريين لكوريا الجنوبية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين أكثر من 200 مليار دولار في 2024، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تقليص اعتمادها على الصين في مجالات استراتيجية من خلال بناء تحالفات اقتصادية مع دول حليفة مثل كوريا الجنوبية واليابان.