باحثون مغاربة: "شق الصدر المصغر" يسرع التعافي في جراحة القلب

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة

وجدت دراسة علمية حديثة أنجزها أطباء أخصائيون مغاربة في التخدير والعناية المركزة والطب القلبي الوعائي أن جراحة القلب طفيفة التوغل “MICS”، أي باستخدام شقوق صغيرة للوصول إلى هذا العضو، “بديلٌ آمن وفعال” بالنسبة للمرضى المصابين بمرض قصور الصمام التاجي الروماتيزمي الشديد (روماتيزم القلب)، مقارنة مع إجراء شقّ الصدر الأوسط التقليدي “ِCMS”.

وأظهرت نتائج الدراسة، التي نشرت في المجلة العلمية الطبية المفتوحة “Cureus”، أن “جراحة القلب طفيفة التوغل لعلاج القصور التاجي الروماتيزمي الشديد ارتبطت بعدد أقل من المضاعفات المبكرة، وبأوقات جراحية وتعاف أقصر، مع نتائج مماثلة بعد 12 شهرًا، مُقارنة بشق الصدر الأوسط التقليدي”.

وأنجز هذا الإسهام العلمي الباحثون المغاربة الأخصائيون في التخدير: هشام كبيري ورشيد الصديقي بالمستشفى العسكري ابن سينا بمراكش، ويوسف قاموس، بالمستشفى العسكري الدراسي ابن سينا بالمدينة ذاتها، إلى جانب أمين مسكين بالمستشفى الدراسي العسكري الدراسي محمد الخامس بالرباط، وومراد أعبابو و”س كالكان” بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، وكذلك نجيب بوهابا بالمستشفى العسكري واد الذهب بأكادير.

وشملت الدراسة المنشورة تحت عنوان “استبدال الصمام التاجي عن طريق فتح الصدر المصغر مقابل شق الصدر الأوسط التقليدي في مرض الصمام التاجي الروماتيزمي: دراسة استعادية (رجعية) متعددة المراكز”، التي أنجزت بعدد من مراكز جراحة القلب، 55 بالغا مصابا بالغا، “خضعوا لاستبدال الصمام التاجي الميكانيكي الاختياري بين عامي 2020 و2024”.

وقسّم الباحثون عينة البحث إلى مجموعتين: “27 خضعوا لجراحة طفيفة التوغل عبر شق صدر مصغر، و28 خضعوا لشق الصدر التقليدي”، وفق الدراسة، مشيرة إلى أن “الهدف الأساسي كان هو معدل الوفيات لجميع الأسباب خلال 30 يومًا”.

وتتطلب جراحة القلب طفيفة التوغل “إحداث شقوق صغيرة في الجانب الأيمن من الصدر بين الضلوع بدلاً من قطع عظم الصدر”، وفقا لموقع “CARE HOSPITALS”، الطبي المتخصص، الذي أفاد بأنه “يمكن أن يؤدي هذا النوع من الجراحة إلى ألم أقل وشفاء أسرع من جراحة القلب المفتوح”؛ فيما يهم شق الصدر الأوسط التقليدي إجراء شق طولي في منتصف عظمة القص في الصدر.

وبشكل مفصل توصلت الدراسة إلى أن “جراحة القلب طفيفة التوغل ارتبطت بأوقات أقصر بشكل ملحوظ لجهاز القلب والرئة الاصطناعي بالمقارنة مع شق الصدر التقليدي (68.3 مقابل 87.5 دقيقة)، ووقت تثبيت الشريان الأورطي (54.7 مقابل 77.1 دقيقة)؛ وانخفاض معدل الالتهاب الرئوي بعد الجراحة (0% مقابل 10.7%)؛ وعدد أقل من اضطرابات نظم القلب (7.4% مقابل 39.3%)”. كما “كانت مدة الإقامة في المستشفى أقصر في مجموعة جراحة القلب طفيفة التوغل (6.2 مقابل 7.3 أيام)؛ مع مدة مماثلة في العناية المركزة”.

وفي المقابل أظهرت كلتا المجموعتين المدروستين، وفق الدراسة التي طالعتها جريدة هسبريس الإلكترونية، “الحفاظ على كسر القذف البطيني الأيسر (60.1% مقابل 58.2%)”، بعد 12 شهرا، وذلك “دون فروق كبيرة في المضاعفات المتعلقة بالصمام”.

ومازال مرض القلب الروماتيزمي، “وهو نتيجة مزمنة لعدوى المكورات العقدية المقيحة من المجموعة أ”، وفق الباحثين المغاربة، “سبباً رئيسياً للاعتلال والوفيات القلبية الوعائية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، على عكس اختفائه شبه الكامل في الدول الغنية”.

واستحضر المصدر نفسه إفادة دراسة العبء العالمي للأمراض (مشروع باحثي يتعاون فيه 100 من الخبراء المتخصصين) بأن “هناك أكثر من 39 مليون شخص مصاب بمرض القلب الروماتيزمي حول العالم، يعيش معظمهم في إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وأجزاء من الشرق الأوسط”.

وأوضحت الدراسة أن “محدودية الوصول إلى الوقاية بالمضادات الحيوية في الوقت المناسب، وضعف البنية التحتية للرعاية الصحية، والتأخر في التشخيص”، أمور تساهم “في ارتفاع معدلات أمراض الصمامات المتقدمة في هذه المناطق”، مضيفة أن “من بين مضاعفات الصمامات يعد القصور التاجي الروماتيزميRMI مظهراً سائداً وشديداً، وغالباً ما يظهر في مراحل متقدمة مع علامات قصور القلب، وارتفاع ضغط الدم الرئوي، والرجفان الأذيني”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق